تابع جديد مدونتنا على الفيسبوك اضغط هنا للذهاب لصفحتنا

نشأة مدينة زريبة الوادي - zeribet el oued

يرجع تسمية زريبة الوادي zeribet el ouedإلى وادي العرب والذي سمي بوادي العرب نسبة إلى القبائل العربية التي كانت تقطن على جانبيه،فكان مصدر رزقهم ومعيشتهم،وفيه وجدوا ضالتهم التي شغفوا بها صغيرهم و كبيرهم ألا وهي الصيد ،ولقد كان هذا الوادي مأوى لمختلف أنواع الطيور نذكر منها ألكدري،السمان،و القطا وغير ذلك من الطيور ومن الحيوانات كالغزال.
فكانوا يهيئون أماكن خاصة يكمنون بها ،إذ أنهم يجهزونها بفروع بعض النباتات والأشجار التي تنبت على ضفاف هذا الوادي كنبات الطرفة .
ذلك المكان كان يطلق عليه اسم الزريبة ، فيضلون بها لساعات ينتظرون ويتربصون بطريدتهم إلى ان يتم صيدها .
ومر ذلك العهد برجاله و نسائه وشيوخه وصبيانه ، ويبقى المكان على حاله والذي يعرف بزريبة الوادي ،اسم تردد على لسان كل من حل بهذا المكان مقيما كان أم راحلا إلى ان قدم إليه من لم يستطع مقاومة عشق هذا الوادي وهذه الأرض فحط رحاله عندها فكانت هذه القرية قرية زريبة الوادي بسيطة بساطة أهلها .
وظل ذلك الوادي يغازلها بعطر مياهه الصنوبرية وهي ترنو إليه من على ربوة تبادله الحب ،وكان يسقي لها البساتين التي تحيط بها ،وجنان النخل الكثيفة التي كاد ان يفتك بها الضمأ فيهلكها .
ويمر الزمن وتجري الأيام وتكبر هذه القرية ،وكثرت أحياءها وشوارعها بعد أن كان بها حيان معروفان وهما حي الشطر، وحي صبرا ،وهما بمثابة شريانان يمدانها بالحياة ،وعزف الكثير من أهل هذه بلدة زريبة الوادي عن مهنته الأصيلة ،مهنة آبائهم وأجدادهم وهي فلاحة الأرض إلى مهن أخرى أكثر تمدنا وتطورا ،وبدأت علاقة زريبة الوادي مع وادي العرب تتلاشى
شيئا فشيئا ويوما بعد يوم إلى أن أصبح يمر كالغريب ترمقه أعين الناس وقد أنستهم السنين نشوة صهواته التي كانوا يمتطونها ،وتلك الفرحة العارمة التي كانوا يستقبلونه بها .
فلم ينسى هذا الوادي فحسب ،بل هناك أيضا أشياء أخرى لم تسلم من سيوف النسيان
وهي أحياء القرية المدينة.
ومن ميزات مدينة زريبة الواديzeribet el oued سوقها الأسبوعي يوم الاثنين ،وهو بمثابة عرس تجاري
تعرض فيه المحاصيل والغلال المحلية إلى جانب العديد من السلع والبضائع الأخرى التي
تستقدم من مناطق مختلفة فتمتزج وترتفع أصوات الباعة مع موسيقى المداحين مشكلة بذلك
سيمفونية رائعة تدغدغ الصمت الذي تعيشه مدينة زريبة الوادي .
أياما معدودات كانت كافية للقضاء على تراث هذه القرية وطمس معالمها التاريخية التي لم ينصفها لا القريب ولا البعيد ،فمخالب البلد وزر لم ترحم جسدها المنهك حتى تركتها حطاما.


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة زريبة الوادي ©2014 | ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy|